انتفاخ الوجه الناتج عن ارتفاع مستويات الكورتيزول هو أحد المشكلات التي قد تؤثر سلبًا على جودة الحياة والمظهر الجسدي. الكورتيزول هو هرمون يُعرف بهرمون التوتر، ويتم إفرازه من الغدد الكظرية استجابةً للتوتر أو الضغط العصبي. في حال استمر ارتفاع الكورتيزول لفترات طويلة، يمكن أن يسبب تغيرات جسدية مثل "وجه القمر"، وهي سمة من سمات متلازمة كوشينغ. سنتناول في هذا المقال خمس نصائح تساعد على التخلص من الانتفاخ المرتبط بارتفاع الكورتيزول، إضافة إلى تأثيرات الكورتيزول المزمنة وكيفية تعديل نمط الحياة لاستعادة الصحة.
متلازمة كوشينغ و"وجه القمر"
تظهر متلازمة كوشينغ عندما ترتفع مستويات الكورتيزول بشكل مستمر، وهو ما قد يحدث بسبب عدة عوامل منها الاستخدام المزمن لأدوية الكورتيزون مثل بريدنيزون، أو بسبب اضطرابات في الغدد الكظرية. عندما يرتفع الكورتيزول لفترة طويلة، فإنه يعيد توزيع الدهون في الجسم، مما يؤدي إلى تراكم الدهون في منطقة الوجه والبطن والظهر، في حين تضعف عضلات الأرجل والأرداف، وقد يحدث انتفاخ في الخدين والوجه بشكل عام. بالإضافة إلى ذلك، يؤدي ارتفاع الكورتيزول إلى احتباس الصوديوم وفقدان البوتاسيوم، ما يزيد من احتمالية ارتفاع ضغط الدم ويؤثر على وظائف جهاز المناعة.
دور الكورتيزول في تخزين الدهون
يعمل الكورتيزول على تحويل البروتين إلى جلوكوز، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات الإنسولين. الإنسولين، بدوره، يعد هرمونًا أساسيًا لتخزين الدهون، خصوصًا في مناطق مثل الوجه والجزء الوسطي من الجسم. عندما يتزايد مستوى الإنسولين، يصبح الجسم غير قادر على التخلص من الدهون بسهولة. إلى جانب ذلك، هناك عدة عوامل أخرى مثل الكربوهيدرات العالية، تناول الوجبات بشكل متكرر، وزيوت البذور التي تحفز ارتفاع مستويات الإنسولين، مما يزيد من تراكم الدهون.
خمس نصائح للتخلص من الوجه المنتفخ بسبب الكورتيزول
1. تقليل تناول الطعام المتكرر
من أفضل الطرق لتحسين توازن الكورتيزول وتقليل انتفاخ الوجه هو تقليل تكرار تناول الطعام. كلما تناولت الطعام بشكل أقل تكرارًا، زادت فرصة الجسم في استخدام الدهون المخزنة كمصدر للطاقة بين الوجبات. تقليل تناول الوجبات الخفيفة والاعتماد على وجبات رئيسية قليلة يساعد في تحقيق ذلك. يمكن تبني الصيام المتقطع كاستراتيجية فعالة، حيث يمكن تناول الطعام في نافذة زمنية محددة يوميًا والصيام لفترات تتراوح بين 14-16 ساعة.
2. تعديل النظام الغذائي
الكربوهيدرات، خصوصًا السكر والنشويات، هي أحد المحفزات الأساسية لارتفاع مستويات الإنسولين والكورتيزول. لذا، يجب تقليل تناول الكربوهيدرات والتخلص من الأطعمة المكررة مثل الحلويات والخبز الأبيض. يمكن الاعتماد على الدهون الصحية والبروتينات كبديل فعال للحفاظ على مستويات الطاقة دون تحفيز زيادة الدهون.
3. زيادة تناول البروتينات
لتحفيز عملية الأيض والحفاظ على العضلات، يجب زيادة تناول البروتينات الصحية. يفضل اختيار اللحوم التي يتم تربيتها بطريقة طبيعية مثل لحوم الأبقار التي تتغذى على العشب، أو لحوم الأغنام والماعز. البروتينات تساعد في بناء العضلات وتقليل تأثيرات ارتفاع الكورتيزول الذي يؤدي إلى تكسير البروتين وتحويله إلى جلوكوز.
4. تقليل التوتر
بما أن التوتر هو أحد الأسباب الرئيسية لارتفاع مستويات الكورتيزول، فإن تقليل التوتر يكون خطوة أساسية في التخلص من انتفاخ الوجه. يمكن تحقيق ذلك من خلال المشي الطويل في الهواء الطلق، أو ممارسة الرياضة المعتدلة التي تساعد على تقليل التوتر دون تحفيز إفراز المزيد من الكورتيزول. كما يجب تجنب الإجهاد الناتج عن الاستخدام المفرط للهاتف الذكي ووسائل التواصل الاجتماعي، والبحث عن وسائل استرخاء بديلة مثل القراءة.
5. تحسين نوعية النوم
النوم الجيد يلعب دورًا مهمًا في تنظيم مستويات الكورتيزول. قلة النوم أو اضطراباته قد تزيد من إفراز الكورتيزول بشكل مفرط، مما يؤدي إلى تفاقم مشكلة انتفاخ الوجه. من المهم الحصول على ما لا يقل عن 7-8 ساعات من النوم المتواصل يوميًا. يمكن أيضًا تحسين جودة النوم من خلال الالتزام بجدول نوم منتظم وتجنب الكافيين قبل النوم.
تأثير الكورتيزول على الصحة العامة
الكورتيزول لا يؤثر فقط على مظهر الوجه، بل يمتد تأثيره إلى الصحة العامة. ارتفاع مستويات الكورتيزول المزمنة قد يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة مثل ضعف جهاز المناعة، ارتفاع ضغط الدم، وزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب. كذلك، يؤدي فقدان البوتاسيوم واحتباس الصوديوم إلى اختلال توازن المعادن في الجسم، مما يزيد من فرص الإصابة بمشاكل صحية أخرى.
علاوة على ذلك، يؤدي الكورتيزول إلى انخفاض مستويات فيتامين د، ما يزيد من خطر الإصابة بمشاكل العظام وضعف العضلات. لذا، فإن التحكم في مستويات الكورتيزول لا يحسن فقط مظهر الوجه، بل يحسن أيضًا الصحة العامة ويقلل من احتمالية الإصابة بالأمراض المزمنة.
التخلص من الوجه المنتفخ الناتج عن ارتفاع الكورتيزول يمكن تحقيقه من خلال تبني استراتيجيات غذائية ونمط حياة صحي. تقليل تناول الطعام المتكرر، تعديل النظام الغذائي، وزيادة تناول البروتينات تعد خطوات أساسية في هذه العملية. بالإضافة إلى ذلك، فإن خفض مستويات التوتر والحصول على قسط كافٍ من النوم يلعبان دورًا حاسمًا في تحقيق التوازن في مستويات الكورتيزول. اتباع هذه النصائح لا يساعد فقط في تحسين المظهر الخارجي، بل يعزز أيضًا الصحة العامة ويحسن من وظائف الجسم بشكل شامل.